غالبا ما تبدأ النساء في الليالي الثلاث التي تسبق يوم العرس. تتقاطر النسوة من الحارات باتجاه بيت والد العريس على ضوء القمر والقناديل أحيانا، وما أن يصل “الجوك” (مجموعة من النسوة) باب البيت، حتى ينطلق لسان إحداهن في (المهاها) تقول:
ها إي: ويا ام (فلان) جينا انهنيك
ها إي: ولقيناك فرحانه
ها إي: الله يتممها عليك
ها إي: بالصحة والسلام
فتلج النساء بالزغرودة.
فتجيب صاحبة البيت:
ها إي: يا مرحبا بللي أجونا
ها إي: نص النهار العالي
ها إي: والشمس تكدح شاشو
ها إي: بالصحة والسلامة
فتلج النساء إلى داخل البيت بالزغاريد.
وبعد أن ترد صاحبة البيت بالمهاها، تعقد في البيت الدبكة الخاصة بالنساء. تتجمع النسوة على شكل نصف حلقة، وقد شبكن أيديهن كل بزنار الأخرى (وهو حزام تشد به المرأة ثوبها على الخصر أو “الشداد” وهو قطعة حريرية كبيرة تقوم المرأة بطيها عدة طيات ثم تشد به خصرها). وينتقلن بأقدامهن في خطوات متعاقبة إلى الأمام والخلف، يصاحب ذلك ضرب القدم بشدة على الأرض، وكلما اشتدت الدبكة ارتفع صوت الغناء وعلت المهاها. والغناء في الدبكة يتم بترديد أغنية من قبل إحداهن أو اثنتين، وتقوم بقية النسوة بالترديد من خلفهما. أو تنقسم النساء إلى مجموعتين متقابلتين يتحركن فيندفعن معا إلى الأمام ثم يندفعن إلى الخلف وهن يرددن الغناء ردا على بعضهن.
تغني النساء في الدبكة الدلعونة، ومما يقلن:
يا اما ويا يما حبيبي وينو حطولي البحر ما بيني وبينو
لقطع البحر وانام بحضينو لو كان كل الخلق بعايرونا
********
يا اما ويا يما بدي حبيبي لو انو نصراني وبعبد صليب
ويا لي بتحبلو ويالي بتجيبو مثل حبيبي ما بتجيبونــــــــــا
وتغني النسوة في الدبكة يا زريف الطول، ومما يقلن:
يا زريف الطول مر وما عليه غير البدله والتقاصير ما عليه
ومن قتلني ومن ضربني ما عليه ولو كسر إيدي بقول اوقعت أنا
********
يا زريف الطول ومغرب تغريب حامل طوس الكاز ع دار الخطيب
إنكان يا ولفي من طير الغريب بنفق عليك يا طير ابلادنــــــــا
ويغنين جفرا:
جفرا ويا هالربع وبتصيح يا عمامي
والنذل ما بوخذو لو كسروا عظامي
وانكان الجيزة غصب بـــشرع الاسلامي
لدب حالي ابحر واعوم على ميه
********
جفرا ويا هالربع وبين البصل الخضر
مكتوبين على الصدر كعكبان وسكر
راحت تتزور النبي وميلت ع العسكر
جابت سبع بطون وقالت أنا إبنيا
وتستمر النساء في الدبكة والغناء إلى ساعة متأخرة، ويتكفل العريس أو والده بمصاحبة النسوة عبر الطريق إلى البيوت إكراما لهن واهتماما بعدم تعرضهن لمكروه، وغالبا ما تعود النساء كما حضرن على شكل مجموعات. وتستمر التعاليل حتى يوم العرس.