بعد صلاة العصر حيث يكون طعام الغداء قد قدم للجميع يتجمع أهل العروس وينطلقون بشكل جماعي إلى بيت والد العروس من أجل نقلها إلى بيت العريس، وفي هذه الأثناء تكون النسوة قد وصلن إلى بيت العروس ليصاحبنها في خرجتها إلى بيت العريس فيما يسمى الفاردة. ويأتين إلى بيت العروس بشكل جماعي وهن يغنين أغانيهن الخاصة:
مسيكم بالخير وهي يا ناسايبنا مسيكم بالخير وقوموا بواجبنا
مسيكم بالخير وهي يا ناسايبنا مسيكم بالخير واسقونا المـــــية
مسيكم بالخير وهي يا ناسايب مسيكم بالخير وقومو بالواجب
دلينــــــــــي عادار أبــــــــوك يا بيضه يا مربوعـــــــــــــــه
واهلك شيوخ البلــــــــــــــــــد وهي يا سبوعـــــــــــــــــــــــه
********
ها إي: واتمنيت لأبو (فلان) في السما ببور
ها إي: وفي إيدو محرمه واطرافها بنــــــــور
ها إي: لا إطوله دوله ولا مامـــــــــــــــــــــور
ها إي: ومسح جبينه وهو طالع من باب الرسول
فإذا ما وصل أهل العروس إلى البيت قامت إحدى النسوة بإخفاء زينة العروس من خلال إلباسها ملابس خاصة يلف جسدها بعباءة سميكة، ويغطى وجهها بمنديل أو اثنين ثخينين، وتضع يدها على رأسها ويدخل أهلها من أجل دفع (النقوط) للعروس وإخراجها وتسليمها لبيت وأهل العريس.
وهنا تبدأ النساء من أهل العروس بالغناء لأزواجهن وإخوانهن فخرا بهم ومدحا لهم. ويغنين للعروس تمجيدا لأهلها
هيلك يا فاطمة كلهم إسبوعه خوخ وسفرجل مخيم على الينبوعه
هيلك يا فاطمة كلهم سلاحي خوخ وسفرجل مخيم على التفاحي
هيلك يا فاطمة كلهم أكابر خوخ وسفرجل مخيم على البيادر
فإذا ما انتهى الرجال من إخراج العروس ومساعدتها في ركوب الفرس، انطلقت الزغاريد والأغاني المتضمنة الشكر والمحبة لأهل العروس:
قومي اطلعي قومي اطلعي منحالك قومي اطلعي عاسيط أبوك وخالك
قومي اطلعي قومي اطلعي ولا يهمك قومي اطلعي عاسيط أبوك وعمك
********
والخير منكم يطلعها ما خير إلا أبوها شك الخواتم في اصبعها
والخير منكم يجيبه ما خير إلا أخوها شك الأساور في ايدها
********
حلفت العروس ما بركب من حالي إلا معاي أبوي وخالي
حلفت العروس ما بركب من يمي إلا معاي أبوي وعمي
********
يخلف عليكم كثر الله خيركم وما عجبنا في النسايب غيركم
يخلف على أبو محمد يخلف عليه للأول طلبنا البنت منه واعطانا غزال مصور
يخلف على أبو محمد يخلف خالفين طلبنا البنت منه أعطانا بناتو الثنتين
يعود الرجال جميعا إلى الديوان وهناك تبدأ عملية (التخليف) وشكر من شارك في النقوط للعريس في الديوان وهي تتم بشكل علني لتشجيع الجميع بالمشاركة وتسمح بالمنافسة.
يدفع رجل نصف دينار مثلا فيقول الخلف: خلف الله عليك يا أبو فلان وهاي نصف دينار نقوط للعريس ومحبة النبي. ويدفع بنصف الدينار للعريس. وتستمر العملية حتى ساعات المساء الأولى، حيث ينطلق الجميع لتوصيل العريس إلى بيت العروس في جوفية وزفة وهم يرددون الأغاني الجميلة الرائعة.
عند وصول العريس إلى البيت تكون النسوة كلهن في انتظاره بالغناء والمهاها، فإذا ما جلس قرب عروسه أخذن يغنين له مشجعات له حتى لا يرتبك ويأخذه الخجل عند رؤية العروس والنساء. وبعد قليل يقوم بشكر النساء. وقد جرت العادة -وهذا طبعا لضيق البيوت وعدم وجود الشقق المتسعة- على أن يقوم العريس بضرب النساء إن لم يغادرن المنزل عندما يشكرهن على المشاركة.
وفي الأيام الأولى بعد العرس تخرج العروس إلى نبع الماء تحيطها النساء والفتيات من أهل العريس وهي بكامل زينتها حتى تحضر الماء لبيت الزوجية، ويكون ذلك إيذانا ببدء الحياة في بيت جديد من بيوت القرية.