لم يكن من العسير على الشاب أن يرى فتيات القرية، فهن شريكات العمل في الحقول والبساتين والكروم، وهن من يردن إلى النبع من أجل الحصول على المياه للبيوت، فكانت الفرصة كبيرة أمام كل شاب أن يرى فتيات القرية في أكثر أيام السنة، وربما كانت نظرة أو (عونة) كفيلة بقلب شاب كي يتعلق بإحدى هذه الفتيات
ولكن قد يرغب آخر بالزواج من فتاة غريبة (من قرية أخرى) دون سابق معرفة بها، وهنا كانت العادات تمنع الشاب من رؤية الفتاة، وربما -وهذا قد حدث حقيقة- يقوم أهل العروس بإرسال عروس غير تلك التي رأتها النسوة عندما ذهبن لرؤيتها، وقد يحدث العكس وهو أن تزف العروس لعريس غير الذي رأته قبل أو عند عقد القران. وهنا تبدأ المشاكل. وقد يتقبل العريس الوضع الجديد أو تتقبل العروس الوضع الجديد، طبعا كل هذا يتم تحت ضغط الأسرة والأهل.