الحج ظاهرة دينية ومناسبة عظيمة عند أهل القرية، فهي تقرب إلى الله، وعبادة يسعى إليها كل مؤمن. ورغم كل ما يلقاه الحاج في سفره إلى بيت الله الحرام من مشقة وعناء إلا أن ذلك لم يقف حائلا أمام الإنسان وأداء هذه الفريضة. وأكثر الحجاج ما يكونون قد تجاوزوا من أعمارهم الستين لأنهم يرون هذا السن هو الأفضل لأداء هذه الفريضة.
يبدأ الناس بالاستعداد لهذه الفريضة بالنية الصادقة وتجهيز الأوراق والوثائق اللازمة لذلك. وبعد ذلك يبدأ الحجاج بالتسجيل لدى الشركات أو المشرفين على نقل الحجيج. ومن الملاحظ في الخمسينات من القرن الماضي أن الحجاج كانوا ينتقلون إلى الحجاز بواسطة الحافلات البسيطة، وقد تكون من الشاحنات التي تضاف إليها المقاعد والأغطية لتصبح أكثر راحة للمسافرين.
قبل ذلك وفي سنوات الثلاثينات كان الحجاج ينتقلون إلى الحجاز عن طريق البحر عبر حيفا إلى جدة أو عبر الخط الحديدي. وكثير منهم ينتقلون في قوافل عبر الصحراء فوق ظهور الجمال أو سيرا على الأقدام. ولذلك كان أداء الفريضة يحتاج إلى شهور قد تمتد إلى سنة ذهابا وإيابا.
كانت القرية تجتمع لوداع الحجاج قبل السفر بأيام.
ومن عادات النساء أن تحتفي بالحاجة بالأغاني الشعبية الخاصة والمناسبة لهذه الفريضة مظهرات حبهن للسفر وزيارة قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وشرب ماء زمزم والطواف حول الكعبة، طالبات من الحاجة أن تسلم على الرسول نيابة عنهن، وأن تدعو الله وهي على جبل عرفات أن يمنحهن الفرصة لأداء هذه الفريضة.
وداع الحجاج
إذا ما اجتمعت النساء في بيت الحاجة مودعات أخذن يرددن الأغاني الخاصة بهذه المناسبة، ومما يقلنه:
على بير زمزم توضي على بير زمزم صلي واشربي
في أباريق الفضة والشمع يضوي / والشمع يضوي
لما نويت ع النبي يا حجي غنيتلك أنا يا حنايني عليك يا حنايني عليك
ريتك اتزور النبي يا حجي وتطوف حوالي
يا حنايني عليك يا حنايني عليك
يوم نويت ع النبي غنيت من حالي
يا حنايني عليك يا حنايني عليك
ريتك تزور النبي وترجع ع داري
يا حنايني عليك يا حنايني عليك
طلع يوم الإثنين محملك يا نبي
طلع يوم الإثنين
في راسه شمعتين وتفافيحو من ذهب
طلع يوم الإثنين
**********
على ظهر حيطي افرشوا تامني أنام وانا يا أهل بيتي الوداع الوداع
على ظهر جملي افرشوا تامني أنام وأنا تركت ولدي في محبة النبي
**********
خذوني معاكم يوم نويتو على النبي ما أقعد بلاكم وما أطيق الفراق
ما أطيق الفراق
ومما يستقبل به الحاج عند العودة من غناء تنم عن الفرحة بسلامة العودة والمباركة بزيارة قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- تقول النسوة:
يوم إنا ودعناهم والدمع اسيل
ويوم إنا لاقيناهم صحجة وتعليل
يوم إنا ودعناهم والدمع رشراش
ويوم إنا لاقيناهم صحجة وشوباش
**********
يا رمان راس العين قوموا تا إنغنيلو روح حجك يا فاطمة قومي تا إنغنيلو
**********
عرفتو من مناديلو بابور الحجاج – صلوا ع النبي
مضويه قناديلو وتباشيروا يا أحباب – وصلوا ع النبي