ضمن الجلسة نصف الشهرية التي تعقدها اللجنة الثقافية في دار الفاروق في نابلس تمت مناقشة كتاب نصوص “نقش الريح” للشاعر “نعيم عليان” الصادر عن المؤلف كطبعة خاصة في العام 2016 ولقد انعكست الأوضاع الأمنية التي تعيشها مدينة نابلس على عدد الحضور، حيث لم يتمكن البعض منهم من القدوم للمشاركة في النقاش، ومع هذا تمت مناقشة هذه النصوص بمن حضر.
افتتح الجلسة الشاعر “جميل دويكات” الذي قال ان هناك انسجاما بين صورة وعنوان الغلاف ومضمون الكتاب، الريح اللولبية، موت الشمس، وهذا متطابق مع الأفكار المطروحة في الكتاب، أما بخصوص نوع الكتاب، فهو ليس شعرا خالصا وليس نثرا صافيا، فهو يتراوح بين الشعر والنثر، النصوص فيها العديد من الصور الجميلة، والصور الشعرية، وهذا ما اعطى الكتاب جمالية خاصة، فالشاعر يربط المرأة بالوطن، وهناك صورة عن مستقبل الأطفال، وهذا يعطي دلالة على اهتمام الشاعر بالحياة، هناك بعض الصور السريالية ، وهذا مما يجعل القارئ يبحر في فضاء أوسع مما تقدمه الكلمات من معان مباشرة، وقد نجح الشاعر ناثرا كما نحج شاعرا، لكن ملاحظاتي على الكتاب اقتصرت على أن النصوص التي جاءت في المقدمة متفوقة وقد تجاوزت تلك التي جاءت في نهايات الكتاب، حتى أنني أجد بعضها مقحم في الكتاب، أما بخصوص الهم الوطني فهو حاضر من خلال ذكر الاغتراب والمهجر والحنين.
ثم تحدث الاستاذ “سامي مروح” الذي قال أننا أمام نصوص اقرب إلى الشعر ، نجد فيها المتعة والجمال، رغم عدم وصول النصوص إلى مصاف الشعر، إلا أن الصور التي قدمها الكاتب أدخلتنا إلى عالم الشعر، وما يميز هذا الكتاب وجود الفانتازيا التي منحتنا شيئا من السرحان والهيام، وفي النهاية أقول أن الكتاب يستحق القراءة ويمكن أن يقرأ أكثر من مرة لما فيه من متعة.
ثم تحدثت الروائية “خلود نزال” فقالت: الغلاف غير منسجم مع النصوص، لأن لوحة “فان كوخ” لوحة ليلية وليست نهارية، أما بخصوص النصوص فلم أجد أي نص كامل البياض أو كمال السواد، كما هو الحال في الصفحة 15، وكأن المشاعر مختلطة عند الكاتب بحيث نجده يمزج بين مشاعر الغضب والهدوء في النص الواحد، وما يحسب لهذا الكتاب استخدام الكاتب للألفاظ التراثية الفلسطينية مثل “الطابون، البخور، الزعرور، غليون، الموقد, الزعتر” الخ .. لكن أهم ما في هذا الكتاب هي الصور الشعرية التي أعطت الكتاب سمة خاصة وجعلته قريب من القارئ.
أما “رائد الحواري” فتحدث عن استخدام الشاعر إلى المهدئات من المرأة إلى الطبيعة إلى الكتابة إلى الثورة، وإذا ما أخذنا الصور الشعرية التي يستخدمها الشاعر نكون أمام كاتب سهل وناعم وشيق وممتع،وهذه احدى ميزات الشاعر “نعيم عليان”.
ويذكر أن الأستاذ محمد البيتاوي قد اعتذر عن الجلسة نظرا لوجوده في تونس للمشاركة في مؤتمر الناشرين العرب الرابع , هذا وقد قررت اللجنة أن تكون الجلسة القادمة يوم 27/1/2018 لمناقشة قصة ” مريم البلقاء” للقاص العراقي “علي السباعي” ولكل من يريد المشاركة في النقاش يمكنه الحصول على نسخ مجانية من القصة من دار الفاروق.
المصدر: ملتقى بلاطة الثقافي